الطبيعة والتنمية المستدامة
تتميز فنلندا بالهواء النقي والمياه العذبة ومصادر الطاقة الذكية، علاوة على الغابات الخضراء والتكنولوجيا النظيفة. إذ تعتبر الطبيعة الاسكندنافية التي تحتضن 180 ألف بحيرة مصدر إلهام أساسي لإيجاد الحلول المبتكرة والمستدامة
تتميز فنلندا بالهواء النقي والمياه العذبة ومصادر الطاقة الذكية، علاوة على الغابات الخضراء والتكنولوجيا النظيفة. إذ تعتبر الطبيعة الاسكندنافية التي تحتضن 180 ألف بحيرة مصدر إلهام أساسي لإيجاد الحلول المبتكرة والمستدامة
تضمّ فنلندا أكبر مساحات مغطاة بالغابات في أوروبا، إذ تغطي الأشجار 70% من إجمالي مساحتها. ولطالما شكلت هذه الحقيقة الركيزة الأساسية للحياة الفنلندية. ويستند الازدهار المطرد للدولة على خبرتها في استخدام الموارد الطبيعية المتجددة بشكل مستدام.
إذ تعتبر فنلندا دولة رائدة عالمياً في مجال الإدارة المستدامة للغابات. وتحرص نشاطات الحراجة التجارية على أخذ التنوع البيولوجي للغابات ومصارف الكربون الحيوية بعين الاعتبار. وتتبع فنلندا سياسة زرع ثلاث شتلات مقابل كل شجرة يتم قطعها، بحيث لا يتجاوز قطع الأشجار معدل نموها على الإطلاق.
وتندرج حوالي 12% (2.7 مليون هكتار) من الغابات الفنلندية ضمن أراضي مخصصة للمحميات الطبيعية.
تعد فنلندا اليوم أكثر الدول خضرة في العالم، وفقاً لمؤشر الأداء البيئي (EPI 2016). كما أنها تحتل مكانة رائدة في مجال تكنولوجيا الطاقة المتجددة؛ حيث يتم إنتاج ما يقارب 40% من الطاقة في فنلندا باستخدام طرق مستدامة، وتسهم خبراتنا في شبكات توزيع الكهرباء الذكية بتزويد جميع الأفراد بالطاقة.
ويكمن السر وراء تقنية الطاقة الحيوية المبتكرة بالاستناد إلى الطبيعة الفنلندية. كما لعبت الخبرة والمعارف الرائدة في توظيف الموارد الطبيعية -مثل الخشب- دوراً هاماً بتأسيس مكانة بارزة لإنتاج المزيد من الطاقة بصورة مستدامة. وتواصل فنلندا البحث عن طرق لاستخدام النفايات بهدف الارتقاء بمستوى الحياة وابتكار سبل نقل وإيجاد وسائل تدفئة. وهكذا تمكنت فنلندا من توظيف خبراتها المتطورة في سلاسل إدارة النفايات وإعادة التدوير وإنتاج الطاقة والوقود من النفايات بصورة عملية. كما يسهم النهج المتبع في الإنتاج الذكي واستخدام الطاقة في توفير المال وحماية البيئة.
يحتل قطاع المياه في فنلندا مرتبة متقدمة مقارنة بالدول الأخرى. وتتميز فنلندا بأنها تضمّ 647 نهراً و187,888 بحيرة يمكن السباحة وممارسة الصيد فيها. كما يمكن شرب الماء مباشرة من الصنبور في أي مكان. وتتمتع جميع أرجاء فنلندا بإمكانية الوصول إلى مصادر المياه والصرف الصحي المحسنة.
ويتّسم نظام إمداد المياه في فنلندا بالقوة والموثوقية والفعالية من حيث التكلفة؛ حيث يعمل 24 ساعة في اليوم لسبعة أيام في الأسبوع.
وتشتهر فنلندا بحسن التنظيم وإدارة العمليات، فضلاً عن التكنولوجيا القوية والموثوقة.
فيما يلي بعض نقاط القوة الرئيسية في قطاع المياه الفنلندي:
تمرّ طرق الحياة والسفر وتناول الطعام وممارسة الأعمال التجارية في فنلندا بتغييرات جذرية. فلا يمكن تحقيق مستوى حياة جيد من خلال إنتاج المزيد من السلع والمنتجات فحسب، بل تعتمد الطريقة الجديدة للحياة اليومية على استخدام الخدمات بدلاً من امتلاك الأشياء.
ويوفر الاقتصاد الدائري، الذي يركز على إعادة استخدام المواد وإيجاد قيمة مضافة للمنتجات من خلال الخدمات والحلول الذكية، فرصة تجارية ضخمة. إذ جذبت خطة العمل الخاصة بالاقتصاد الدائري في فنلندا الكثير من الاهتمام الدولي؛ حيث تمتلك الدولة جميع المقومات الضرورية لتصبح وجهة رائدة في الاقتصاد الدائري وتأمل مشاركة خبراتها مع باقي المناطق.
وقد اعتمد عدد كبير من الشركات الفنلندية ذات الطراز العالمي على نهج الاقتصاد الدائري في ممارسة أعمالهم. ففي صناعة اللب والورق في فنلندا، يتم إعادة تدوير معظم المواد والنفايات لاستخدامها في صناعة منتجات جديدة أو توليد طاقة متجددة. وتتفوق فنلندا أيضاً في مختلف الحلول، بدءاً من إدارة النفايات والغذاء المستقبلي المستدام، وحتى تطوير المواد الجديدة. فعلى سبيل المثال، تعمل الشركات الفنلندية على تطوير مواد حيوية مبتكرة من الخشب على نحوٍ متزايد.
مزيد من المعلومات حول الاقتصاد الدائري.
يشكّل نظام التعليم العالمي في فنلندا أساس نجاح الدولة، وهو يوفر حلولاً لمواجهة التحديات المحلية والعالمية.
فنلندا هي موطن الهواء النقي والمياه العذبة والطاقة النظيفة والمساحات الواسعة من الغابات الخضراء. وتبذل الدولة قصارى جهدها للحفاظ على هذه الموارد الثمينة من خلال الحلول المستدامة.
تلعب الحوكمة الجيدة والابتكارات الاجتماعية مع الحلول الفعالة في مجالي العمل وحياة الناس اليومية دوراً أساسياً في تسيير جميع الأمور بسلاسة كبيرة في فنلندا.